رحلة نحو السلام الداخلي: كيف تبدأ طريقك؟

.في زحمة هذا العالم، وأصواته التي لا تهدأ، يتوق القلب إلى شيء لا يُشترى ولا يُطلب من الخارج… يتوق إلى السلام
.ذلك السلام الذي لا يمنحك إياه أحد، ولا ينتزعه منك أحد، لأنه ببساطة، يسكن داخلك… ينتظر فقط أن تفتح له الباب

فما هو السلام الداخلي؟ وكيف نبدأ أول خطوة في طريق العودة إليه؟

ما هو السلام الداخلي؟

السلام الداخلي ليس غياب المشاكل، ولا نهاية الهموم، بل هو قدرتك على أن تبقى متوازنًا رغم العواصف، هادئًا رغم الضجيج، مطمئنًا رغم عدم اليقين
هو أن تكون في صلح مع ماضيك، حاضر في لحظتك، ومتصالح مع ذاتك

الخطوة الأولى: الإصغاء

ابدأ بالسكوت
ليس سكوت الفم فقط، بل سكوت الفكر
خصص لنفسك بضع دقائق يوميًا، بدون هاتف، بدون ضجيج، فقط أنت وأنفاسك

اسأل نفسك: « كيف أشعر الآن؟ وماذا تقول لي روحي؟ »
قد تبكي، قد تضحك، قد لا تسمع شيئًا… لا بأس. المهم أن تبدأ الإصغاء

الخطوة الثانية: التصالح

تصالح مع أخطائك
تصالح مع من خذلوك
تصالح مع نفسك التي لم تكن تعرف، وكانت تتعلم بالطريقة الصعبة

السلام لا يدخل قلبًا يجلد نفسه كل ليلة
بل يدخل قلبًا يعترف، ويتعلم، ويحتضن ذاته كما هي

الخطوة الثالثة: التحرر

حرّر نفسك من التوقعات
من أن تكون « كاملاً »، من إرضاء الجميع، من العيش وفق مقاييس الآخرين

السلام الداخلي يولد عندما تدرك أنك لست بحاجة لأن تشبه أحدًا، بل أن تعيش حقيقتك
كن أنت… فقط أنت، وستشعر كم هو خفيف هذا القلب عندما يتوقف عن التمثيل

في الختام

الطريق إلى السلام الداخلي ليس خطًا مستقيمًا
إنه أشبه برحلة، فيها صعود ونزول، لكن كل لحظة وعي، وكل وقفة صدق، تقرّبك أكثر إلى ذاتك الأصلية

وتذكّر
الله أقرب إليك من حبل الوريد، فكيف لا يكون السلام أقرب مما تظن؟

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *